2010-05-15

مٍجَرٍدُ آنٍثَىٍ

المشهد الأول ..

ارتشفت قهوتها وهي تنظر عبر نافذة السيارة وبدأت تسترجع شريط ذكرياتها القديم كما تفعل في كل لحظة فراغ تجدها في جدولها المزدحم..
احتفظت بهذا الشريط في زاوية منفصلة بعقلها وقد كان بعيدا عن باقي أشرطة الذكريات لأنه شريط خاص بشخص واحد ولم يستطع أي شخص أن يمسح هذا الشريط من عقلها رغم محاولات العديد منهم ..
كان هذا الشريط بأفلامه الممتنوعة بطولة شخص واحد وكانت هي تشاركه هذه البطولة ..
هو / فارسها الشجاع الذي رأته في أحلامها ووجدت فيه أكثر من ما تتمنى
هو/ من رأت فيه معنى الرجولة و الهيبة
هو/ من رأت فيه حنان الأب والصديق والأخ والزوج
هو/ من جعل قلبها ينبض في كل مرة تراه يقترب ليلقي عليها التحية وسط تجمع الأهل..
هو / من ابتعد بعد أن وعدها أن يرجع بعد أن يحقق طموحه ..
المشهد الثاني ..

فاطمة : وبهذه الطريقة سنستطيع أن نطور من شركتنا وبلدنا في نفس الوقت
على صوت التصفيق والإشادة بعرضها وبعد نزولها من " الستيج " بثقة وهيبة واضحة جاءها السكرتير وقال لها : والله ياآنسة فاطمة انج تجارين الشركات الكبيرة بشركتج وتتحدينهم بعد ! صرنا اكبر شركة بالبلاد ويمكن نصير أكبر شركة بالوطن العربي ! بس يبيلنا وقت وشوية جهد أكبر الشخصيات اليوم حاضرة تتخيلين ؟
نفس هالشخصيات والأسماء ماحضرت للرياييل انتي صرتي مثلهم !
فاطمة بغضب : شتقصد ؟
السكرتير : لا ولاشي بس أقصد حتى الرياييل صاروا يهابونج ويحسبون لج ألف حساب لانج دوم متواجدة في المؤتمرات والمجالس والندوات وتدخلين بهيبة وثقة وصرتي مثلهم كلمتج وحده ما تتغير ..
فاطمة: انا بطلع محتاجة أشم شوية هوآ
خرجت إلى الحديقة وبعد أن أشعلت سيجارة بدأت تتذكره مرة أخرى فهاذي هي حالتها كالعادة !!
منذ سفره وهي ضائعة لا تعرف ماذا تفعل حاصرها الإحساس بالحزن والوحدة و ظلت تنتظره كل ليلة على الشرفة مثل عادتهما وظلوا على هذه العادة ورغم أنه يحبها إلا أنه لم يتجرأ إلا أن ينظر لها من وراء شرفتها .. انتظرته كل ليلة والشوق بداخلها يزداد كل ثانيه ويعتصر قلبها مع كل ومضة ذكرى .. كانت تحسب الساعات حتى أحست بأن هذا يعذبها فمحت من حياتها كلمة " الرزنامة "
ولم تعد تهتم بأي يوم هي وبأي شهر لأنها كانت تريد أن ترتاح من الإنتظآر .
كل شي حولها كان ومازال يذكرها به ومازالت تتذكر الأيام التي كان يأتي ليسلم على جدتها لأنه كان من لأنه كان من " جماعتهم " كما يقولون ..
كانت في تلك الأيام تلبس أحلى ما تملك رغم أنها لا تنزل لتراه لأنه " منقود " مع أنها كانت
تتمنى أن تنزل لـ" ترتز " بالصالة ..



المشهد الثالث ..

" الرجاء من المسافرين على الخطوط الجوية القطرية في الرحلة رقم 99 والمتوجهة إلى الدوحة التوجه للبوابة حالا "
لقد أحبها حبا كبيرا لم يستطع نسيانها رغم كل هذه السنين فعل ما فعله ليؤمن لنفسه ولها مستقبل باهر يستطيع به أن يعيشها كملكة كما كانت دوما ملكة قلبه ..
هي / كانت فتاة أحلامه المليئة بالرقة والأنوثة
هي / شقاوة الطفولة وغنج الفتاة
هي / براءة إنسانه عذبة وجمال فتاة نقية
لكنه لا يصدق ما آلت إليه الأمور وظل يماطل في وقت عودته هربا من المواجهة ولكن لا بد من ذلك حتى يتأكد من الذي يعرفه ..

المشهد الرابع ..

ها هي تقود مسرعة نحو مكان اللقاء لم تصدق " المسج " الذي قرأته ، بعد كل تلك السنين وساعات الانتظار أخيرا عاد لها .. عاد وهو يطلب لقاءها لم تعرف كيف تفسر شعورها خوف ؟ لا لا كيف تخاف من حبيبها ؟ إذن شوق ؟ ربما نعم ربما لأنها اشتاقت له من اللحظة التي سلمتها الخدامة رسالته والتي كان بداخلها الوداع ووعد اللقاء .. ترقب إنها ترقبته طوال الخمس سنوات الماضية وقد كانت أقسى سنوات عاشتها .. فرحة ؟ إنها أقل كلمة تحس بها قلبها يكاد يطير من صدرها .. حاولت أن تبعد التفكير في مشاعرها المختلطة لأنها ستسبب لها حادثا مروريا دون شك ابتسمت ورفعت هاتفها مرة أخرى وقرأت " المسج " رغم أنه كان جافا قليلا إلا أنها فسرت ذلك بسبب طول البعاد ، زادت من سرعتها أكثر وهي تتخطى السيارات متجهة لمكان اللقاء ..


المشهد الخامس


وصل لمكان اللقاء قبل الموعد و جلس فيه يفكر ويتذكر الأيام الجميلة التي قضاها وهو ينظر لها من هذه الشرفة ولم يتجرأ قط أن يقترب منها ولكنهما اكتفيا بالنظرات التي عبرت عن كل شيء ولم يكن يسمح لنفسه الاقتراب حفاظا عليها وعلى سمعتها سوى تلك الرسالة الوحيدة التي أعطاها الخادمة قبل أن يسافر والذي سهر وهو يكتبها معبرا فيها عن مشاعره وعبر فيها عن إحساسه تجاهها وطلب منها أن تنظره ليوفر لها المستقبل الذي يحلمان به نظر لساعته أحس بأن الوقت قد أصبح بطيئا جدا وعقارب ساعته لا تتحرك حتى ظن بأن الساعة قد تعطلت وقد هزها عدة مرات تذكر " المسج " الذي أرسله لها .. أنه جاف لكنه لم يستطع منع مشاعره لم يستطع لأنه كان دائم السؤال عنها دون علمها يعرف كل خطوة قد قدمت عليها في حياتها ولم يتوقع هذا الشيء منها ، لكن حان وقت المواجهة .. لا بد منها حتى وإن كانت صعبة وقد تقتل قلبه ..


المشهد السادس


نزلت من سيارتها وهي تجر خطواتها جرا وتلهث كأنها كانت تمشي كيلومترات وتتسارع نبضات قلبها حتى بدأت تسمعها في أذنها .. أحست بألم ببطنها وأصبحت تشعر بأن الجو قد أصبح باردا وبدأ جسمها يقشعر ما هذه الأعراض الغريبة تنتابها .. تذكرت بأنها أحست بهذا الشعور في أول يوم مدرسي لها ..
رآها تمشي من بعيد لم يستطع أن يصدق عيناه ولكنه لم يستطع أن ينزلها وقف دون أن يشعر بالذي يجري من حوله ولا بالوقت الذي يمضي كأن العالم من حوله قد توقف فجأة ولم فيه سوى شخصان هو وهي ..


وحان اللقآء ..
فاطمة بتلعثم واضح : السلام عليكم
أحمد : وعليكم السلام هلا فاطمة شلونج شخبارج ؟
فاطمة : بخير وأنت شلونك ؟
أحمد : بخير الحمدالله ..
بعد دقائق من الصمت الرهيب الصعب على الطرفين والجمود الغريب

الذي حل بينهما وبعد أن استجمع أحمد قواه ..
أحمد : ماتوقعتج تجين يا فاطمة ليش جيتي ؟
فاطمة : وليش ماأجي انت ماكنت تبغيني؟ وطرشت المسج ؟
أحمد : انا طرشت المسج أي بس لو كنتي فاطمة الي اعرفها من خمس سنين جان ماجيتي ولا سمحت لج نفسج تجين !
فاطمة : تـ.. تقصد أن المسج كان اختبار ..
أحمد : مادري اختبار ولا كنت ابغي اجذب كل الي عرفته عنج ولين آخر لحظة أجذب روحي بس للأسف..
فاطمة : شتقصد
أحمد بغضب : أقصد ان كل الي وصلني صج قمتي تقعدين بمجالس الرياييل وتتحدينهم وتنافسينهم وصار عادي عندج تتعاملين مع فلان وعلان انا مامنعج من شي بس انتي مهما صرتي بتظلين انثى تميزج براءتج وعفويتج ورقتج اما انا مابي أخذ " أخت رجال " مثل ماالكل يسميج
فاطمة : انا ماسويت شي غلط وهاي من حقي وانا سويت هاي كله لك لانك ماتحب المرأه الضعيفة ولا تحب حد ياخذ حقها
أحمد : أدري أدري وقلت لج هاي مو معناته انج تتجردين من انوثتج وتبدلينها مثل ماالحية تبدل جلدها آآه يا فاطمة انا اسف بس تمنيت اجى والقااج
مجرد أنثى ..

هناك تعليقان (2):

  1. بعضهم هكذا يا صديقة ..
    يحتاجون لـ " مجرد أنثى "
    مجردة هي الأخرى من كل شيء آخر عدى براءتها الأولى ، من قال أن نقاء الأنثى و براءتها ينتفيان حين خوضها في غمار الحياة و صعابها ؟

    ربما كان يخاف هذا التغير ليس إلا ..
    الأنثى القوية مخيفة أحياناً :) !
    أو ربما كان يخاف من كم " هم يقولون "

    بالنهاية ، ما كان حباً ..
    كان وهجاً من ذكريات الطفولة ربما :)
    أراد هو تلك الطفلة ، و كانت هي " مجرد أنثى "
    أنثى أحبت ذلك الرجل " من جماعتهم " .. و ظلت تحلم به طويلاً ..

    ؛
    قواج الله

    ردحذف
  2. كل رجل يحلم بـ" مجرد انثى "
    لا يريد لها أن تحتاج لأحد غيره ! حتى لو كانت نفسهآ ..

    والتغيير بعد كل هذه السنين قد يكون مخيف حقآ،
    الأنثى بضعفها تستطيع أن تأخذ ماتريد بدموعها !
    كيف إن اصبحت قويه ؟

    ربما تكون المشاعر بينهم مجرد صداقة طفولة ، وإعجآب مراهقة ..


    نورتيـ الصفحهـ

    دمتي بود :]

    ردحذف